الحاج رفيق بناصر … الشخصية الاقتصادية والجماعية والبرلمانية و الفلاحية…

قبل البدئ : الحاج بناصر إلى منطقة النواصر من عائلة معروفة، بدأ حياته المهنية تقنيا في مجال صناعة الأحذية ، وتمرس بالعديد من الشركات بالعاصمة الاقتصادية للمملكة المغربية، وكان من أمهر المستثمرين في هذا القطاع ، قبل أن يقرر مغادرة الوطن للاستثمار في الديار الليبية، وهناك قام بصقل موهبته وتجربته وتفنن في مجال هذه الصناعة، كما توسعت علاقاته الاستثمارية خارج الحدود وداخل البلاد، ليقرر بعد ردح من الزمن العودة إلى بلده من أجل المساهمة في النسيج الاقتصادي لوطنه، والمساهمة في الدينامية الصناعية والمناخ الاقتصادي المشجع الذي يوفره المغرب لأبنائه المستثمرين العائدين من الخارج.
الحاج بناصر مدينة الجديدة عاصمة دكالة التي يعشقها ويحبها حتى النخاع لاستقراره واستثماره :
فقرر تأسيس مقاولته الناجحة بالحي الصناعي، وبعد تفوقه ونجاحه في مجال الاستثمار الصناعي وانفتاحه على دكالة برمتها، أقدم على توسيع علاقاته بالناس بكافة ربوع الإقليم نظرا لشخصيته الاجتماعية المقبولة وبشاشته وطيبوبته وتواضعه، مكنته أيضا بالاحتكاك والتواصل الدائم بمختلف مشارب الشرائح الاجتماعية والشعبية، فكان بحق رجلا اجتماعيا بامتياز، بعد ذلك حطت عليه الهيئات السياسية الناشطة بدكالة أعينها، فأصر عليه كثير من زملائه المستثمرين وأصدقائه المقربين ومعارفه الحميميين الجديديين والدكاليين الانخراط في المجال السياسي، تماشيا مع النداءات الملكية السامية حينها للملك الراحل الحسن الثاني طيب الله ثراه، الداعية إلى انخراط الشباب المقاول في الحقل السياسي والمساهمة في تدبير الشأن المحلي، ونظرا لأصول عائلته الاستقلالية المعروفة بأوساط قبائل الشاوية، قرر الحاج بناصر الانضمام إلى حزب الأجداد كمنخرط وعضو بمكتب فرع حزب الاستقلال بالجديدة خلال تسعينات القرن الماضي، فكان لتجربته ونبوغه وتواضعه وتضحياته وتواصله المستمر والدائم مع الناس، وانخراطه الفعلي والميداني في جميع محطات النضالات الحزبية، الأثر البالغ في تسلقه أعلى المراتب داخل حزب علال الفاسي العتيد، ليتبوأ الرجل العتيد هذا، مناصب ومهام حزبية مهمة جعلته ضمن خانة كبار الأسماء الاستقلالية على المستوى الدكالي والوطني لحزب الاستقلال ، وقد شكل بيت الحاج رفيق بناصر بشارع إبن باديس على امتداد ثلاثة عقود زمنية قبلة للأمناء العامين للحزب ووزرائه والعديد من رموزه وشخصياته الوطنية البارزة وطنيا وكذا أعضاء اللجنة التنفيذية ورئيس الحكومة السابق عباس الفاسي والأمين العام حميد شباط والكاتب العام المؤسس لنقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب عبدالرزاق أفيلال والكتاب العامون للشبيبة الاستقلالية محمد بكاري وعبدالله بقالي، والعديد العديد من الأطر الاستقلالية الوازنة كعبدالقادر الكيحل وعبدالكبير زهود ورحال المكاوي وخديجة زوميوكريم غلاب وفؤاد القادري وياسمينة بادو ….
رفيق بناصر الأب المصلح والتاصح والمصغي للجميع :
إلى جانب حظوته لدى كبار مسؤولي وقيادات حزب الاستقلال كان للحاج بناصر مكانة كبيرة ومودة صادقة لدى كافة المنتمين والمنخرطين وعموم مناضلي ومناضلات حزب الاستقلال ، فقد كان دائما في موقف ومتابة الأب المصلح والناصح المصغي للجميع والمنصت الذكي المعالج لأمراض الحزب الداخلية، كما كان في مقدمة كافة المعارك النضالية التي يخوضها الحزب محليا وجهويا ووطنيا، متواجدا حاضرا يقضا ونبيها على أرضية الميدان بكافة الاستحقاقات الانتخابية.
فهو رجل التوافقات والتوازنات يحظى باحترام وتقدير من لدن كافة المنتخبين الاستقلاليين بمختلف الجماعات الترابية بإقليمي الجديدة وسيدي بنور، وإقليمي آسفي واليوسفية، الأمر الذي يسر عليه الفوز بمقعده داخل مجلس المستشارين لأكثر من مرة بهذه الجهة وبنتائج جد مريحة وإيجابية، ناهيك عن اكتساحه الدائم للائحة صنف الصناعة في كافة الاستحقاقات الانتخابية لغرفة التجارة والصناعة والخدمات، سواء حين كانت إقليمية أو عندما صارت جهوية تابعة لجهة الدارالبيضاء سطات .
الحاج رفيق بناصر الحاضر المتواجد في الزمان والمكان :
الحاج رفيق بناصر من الأسماء الانتخابية النادرة التي انضبطت طيلة نضالاتها الطويلة والمستميتة لقرارات حزب علال الفاسي، فلم يسجل على هذه الشخصية الوطنية أن تواطأت أو دست ودلست أو تآمرت علن مصلحة حزبها الكبرى أو ارتحلت سياسيا إلى حزب آخر طمعا في الترقي أو كسب منفعة خاصة أو منصب انتخابي كما فعل العديدون .
ولعل الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي وقف فيها والالتحاق بها، حيث كان المقعد البرلماني في متناوله خارج قواعد حزب الميزان .
لم يسجل الحاج رفيق بناصر ندا قويا لزميله البرلماني الاستقلالي امبارك الطرمونية خير دليل على اتساع قاعدته الشعبية داخل مكونات ودواليب حزبه، حيث أحرجه وأحرج معه اللجنة التنفيذية للحزب برمتها، بعد دعوته لهم إلى الاحتكام إلى القواعد الحزبية بمختلف الجماعات والمكاتب الفرعية من أجل الحسم في وكالة لائحة حزب الاستقلال خلال انتخابات 2015 البرلمانية، قبل أن يتدخل الأمين العام للحزب حميد شباط رفقة ثلة من أعضاء اللجنة التنفيذية ليلتمسوا من المناضل رفيق بناصر القبول بالوصافة تجنبا لانشقاق محتمل، وبموقف منضبط وبطولي اختار الحاج رفيق الالتزام بقرار الحزب ورضي بالمرتبة الثانية بلائحة حزب الاستقلال ، وكان قاب قوسين أو أدنى من المرور وانتزاع مقعده البرلماني لولا انزلاقات بعض المناضلين وتقاعسهم، في الوقت ذاته كانت الأحزاب الوطنية التقدمية ترغب في استقطابه، وتفتح ذراعيها له وتنتظر بفارغ الصبر كي يقدم استقالته من حزب الأجداد
التاريخ السياسي لإقليم دكالة أي موقف خنوع لهذا المناضل الفذ، فقد كان دائم الحضور والتواجد في طليعة المناضلين الاستقلاليين خلال احتفالات فاتح ماي إلى جانب الشغيلة المغربية المناضلة، وخلال الوقفات والمسيرات المدافعة عن القضايا القومية والوطنية .
خروج الحاج رفيق بناصر من حزب الاستقلال له ما بعده ؟!
وبعد صبر طويل وتفكير عميق وتروي مستفيض، وبعد أن وجد هذا المناضل العتيد نفسه معزولا عن أي اعتراف بجميل، ومظلوما دون إنصاف أو رد اعتبار، وأحس بالغربة ونكران المعروف، قرر النجاة بمشواره السياسي الحافل وتغيير الوجهة نحو جهة أخرى تقدر وتحترم مناضليها المجدين، قبل قراره الحاسم بالرحيل من حزب الاستقلال .هذا الخروج الصارخ و المدوي هز مضاجع اللون الوردي بالإقليم ، خروج صاعقة سيكون له ما بعده بكل تأكيد !!! فالرجل ليس هو الأول أو الأخير الذي واجهه هذا المصير المحتوم، بل هناك الكثير من الخارجين والغاضبين قبله، ومجموعة كبيرة من المناضلين الأشداء بدكالة فضلوا تجميد نشاطهم السياسي أو تغيير الوجهة يتقلدون اليوم مهام تمثيلية بالجماعات الترابية والغرف المهنية، بالإضافة إلى آخرين يحملون مهاما انتخابية بإسم حزب الاستقلال ينتظرون نهاية الولاية الانتدابية الجارية كي يقدموا استقالاتهم من الحزب.
بعد رحيل رفيق بناصر…حزب الإستقلال بالجديدة عاش مخاضا عسيرا….
هذه الظروف السيئة داخل الجسم الاستقلالي بإقليم الجديدة ، وهذا الشرخ والانشقاق المدمر هو ما أدى بجميع المناضلين الغاضبين والمظلومين والمهمشين والمطرودين من التعاطف مع الحاج بناصر والاتفاف حوله وشد أزره ، وبالتالي تأسيس مدرسة عتيدة ثانية لهم خارج عرين حزب الميزان بإسم حزب التجمع الوطني للأحرار، ستكون لها لا محالة كلمتها القوية على أرضية الميدان السياسي في مستقبل الأيام، مدرسة متمرسة شديدة المراس، ملتحمة ومنسجمة وقوية اختارت الحاج رفيق بلون الأحرار الذي يسعى لاجتياح القواعد الاستقلالية واستمالتها إليه بكاملها مما كلف حزب الاستقلال ان دفع ثمن غال خلال استحقاقات 2021 وما أدراك ما الحاج ناصر والمحيطين به !!!!ولعل الذي كان المستفيذ الكبير من هذه الظروف والملابسات هو حزب التجمع الوطني للأحرار بالإقليم الذي كان فقد رقعة مهمة من قواعده بدكالة بعد وفاة رمزه الحاج بوشعيب زهيدي عراب وعلام دكالة، مما دفع بأمينه العام عزيز أخنوش إلى دعم الحاج بناصر وتوفير له جميع ظروف الاشتغال له بالإقليم وكافة وسائل العمل اللوجستية، لملء الفراغ الكبير الذي خلفته وفاة بوشعيب زهيدي لاسترجاع قواعده الشعبية المألوفة من جهة.
حزب الأحرار بإقليم الجديدة كان الرابح الاكبر…
قد راهن حزب الأحرار كثيرا في محطة 2021 على شخص الحاج بناصر الحديدي كي يعيد للحزب أمجاده وسابق عهده بإقليم حين كان يتصدر المشهد السياسي بدكالة أيام الحاج بوشعيب زهيدي والمحيطين به، وما دام الشيء بالشيء يذكر فإن صاحبنا رفيق بناصر شهد له شيوخ السياسة بدكالة بالمروءة والأخلاق الطيبة، كما اعترفوا في حقه بالقوة والصرامة في المعارك الانتخابية الشديدة الوطيس، رغم كونه خصما عنيدا لهم، كالحاج بوشعيب زهيدي والقادري والحاج بوشعيب لهلالي والحاج محمد لفحل بن الشرقي رحمهم الله أجمعين ، فكان الاكتساح ….يتبع

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

معرض الفرس بالجديدة… شركة الامن الخاصSPS في الموعد و على العهد باقية و مستمرة

تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس و تحت شعار “الفرس والتنميةالمستدامة”، نظمت الدورة ...