نون النسوة

الجلباب المغربي رمز الحشمة والوقار يتعرض للبذاءة والابتذال..

الجلباب الخاص بالنساء المغربيات موظفات كن أو ربات بيوت أو ما يطلق عليه باللهجة المغربية ” الجلابة” اللباس اليومي الذي عرفت به المرأة المغربية في الشارع، وإلى اليوم ما يزال هذا اللباس التقليدي المحتشم هو السائد، غير انه في السنوات الأخيرة برزت تقليعات غريبة وغير مألوفة أفقدت الجلباب المغربي الكثير من خصوصياته، فتعرض إلى تضييق في مساحته الثوب طولا وعرضا في محاولة تطويعه ليصبح قادرا على إظهار مفاتن المرأة وبالخصوص…

موديلات غريبة للجلابة المغربية النسائية وهي تتعرض إلى تغيير ملفت من خلال جلابة مشدودة ومفصله على المؤخرة تكشف تفاصيلها بدقة بعدما كانت الجلابة المغربية رمز الحشمة والوقار والجمال المغربي، اللباس التقليدي للنساء المغربيات من مختلف الأعمار باعتبارها لباسا رسميا يمكن ارتداؤه في مختلف الأوقات والمناسبات، فأصبحت الجلابة المغربية ذات صيت عالمي من خلال ابتكار المصممين والمصممات لتصاميم تواكب خطوط الموضة العالمية، غير أن الأمر لم يقف عند هذا الحد فقط بل لجأ بعض المصممون والمصممات إلى وسائل أخرى أكثر إغراءا وجدبا،يكشف أهدافاً جنسية معلنة تضمن لهم تسويقا أوسع لمنتجاتهم، وهي عرض جلابة “أفازي”المشدودة والمفصلة على المؤخرة حد الإثارة والإغراء، و في حالة المرأة المكتنزة يزيد الأمر سوءا،وهكذا تحققت لهذا النوع الجديدة من الجلباب مبيعات عالية في صفوف الكثير من النسوة، علما أن الجلابة المغربية عبر التاريخ كانت لباس الحشمة والوقار وستر المرأة و إخفاء مفاتنها، وللأسف أصبحت موضة الجلابة اليوم نمط الإغراء والإثارة الجنسية على أكمل وجه في الشوارع والأزقة.
لقد ظلت الجلابة النسائية اللباس التقليدي اليومي ولباس المناسبات الخاصة السائد والأشهر في المغرب لا تستغني عنه أي امرأة، ولم تتخل النساء المغربيات عن هذا اللباس منذ قرون خلت، وان عرف محاولات لمنافسته، من قبيل “الحايك” مثلا، الذي كان عبارة عن ثوب فضفاض تلفه النساء حولهن.
يقول الأستاذ محمد الساخي أستاذ الاجتماعيات “أنا لست متزمتا ولا من دعاة المغالاة ولا الانغلاق ولا متشددا و لكني لا افهم ما المتعة والفائدة التي تحققها تلك الفتيات بتضييق الجلباب على المؤخرة، اللهم إلا إن كانت متعتهن هي جذب أبصار الرجال إليهن، كجزء من أجسامهن أصبح محدداً بتفصيلاته لدرجة تدعو حتى من لم يخطر على باله فكرة التحرش أن يتحرش”، ويقول عبد المجيد الموظف: “أن الجلابة الضيقة تشوه جسم المرأة نتيجة للتقليد الأعمى بين الفتيات لبعضهن البعض وكذلك تقليد الأجنبيات، وارجع هذا إلى ضعف الوازع الديني، ويرى عبد المجيد الصحي أيضا أن هذا النوع من الجلباب الضيق غير المحتشم يفقد المرأة احترام الناس لها، وان الملابس المحتشمة هي التي تتناسب مع طبيعة الحياة وتجنب المرأة المعاكسات في الشارع العام.”
وفي موضوع التحرش بالبنات اللابسات الألبسة الضيقة يقول الشاب عبد الرحمان المودني طالب جامعي “المشكلة ليست في الشباب وإنما في البنات، فإذا كانت البنت محتشمه وساتره لجسدها فلن تتعرض لمضايقات الشباب أبدا ولكن البنات أصبحن اليوم تتفنن في شد مؤخراتهن في موضة اللباس الضيق سواء كان سروالا أو جلبابا وترك ما يسرهن ويحفظ وقارهن”.
إلى ذلك يرى أصحاب الشأن الديني والدنيوي يقول الأستاذ عبد الله شاكر رئيس المجلس العلمي السابق بمدينة الجديدة حول حكم لبس المرأة للجلباب الضيق التي تبرز مفاتنها، ويظهر معها حجم أعضائها وتقاطيع بدنها، فهل يحل للمرأة أن تلبس مثل هذا اللباس؟ فكان جوابه كالتالي “أن اللباس الضيقة مظهر غير لائق ويتنافى مع اللباس الشرعي الذي يكون ليس بكاشف ولا واصف، ولا يحل لها لبسها أمام نساء مثلها ولا أمام محارمها، ويحرم عليها لبسها أمام الرجال الأجانب،والإسلام اعتنى بلباس المرأة أكثر من الرجل فوضع شروطا لكيفية اللبس ووضع شروطا لنوعية اللباس الذي تختاره المرأة فلا يكون ملفت لأنظار الرجال لقوله تعالى ((وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْأَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِالطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَىاللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ))
وأضاف الأستاذ عبد الله شاكر أن من جملة ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من المعجزات، أنه حذر من لبس الثياب القصيرة والشفافة والضيقة مجاراة ومشابهة لأعداء الإسلام، وسبباً للفتنة والفساد لأهل الإجرام والعقول الضعيفة، وامتحاناً لشرف المرأة وكرامتها وفي ذلك  لوعيد الشديد، وهو ما رواه مسلم عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” صنفان من أهل النار لم أرهما بعد: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون الناس، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخث المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا”.
وعن ابن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” بعثت بالسيف بين يدي الساعة حثىي عبد الله وحده لاشريك له وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذل والصغار على من خالف أمري ومن تشبه بقوم فهو منهم” رواه أحمد أبو داود والطبراني وإسناده حسن، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية إسناده قوي، وأيضا ما يدل على وجوب الستر بثوب فضفاض ما رواه الضياء المقدسي في الأحاديث أن قال أُسامة بن زيد رضي الله عنه قال: (( كساني رسول الله صلى الله عليه وسلم قبطيةً كثيفة مما أهداها له دحيه الكلبي،فكسوتها امرأتي، فقال : ما لك لم تلبس القبطية ؟ قلت : كسوتها امرأتي ، فقال: مُرها فلتجعل تحتها غلالة، فإني أخاف أن تصف حجم عظامها ))، فدلت هذه الأحاديث على أنه يجب على المرأة أن تستر بدنها بثوب لا يصفه وعلى تحريم الثياب الضيقة التي تبين مقاطع وحجم أعضاء المرأة ومحاسنها من الثديين والخصر ونحو ذلك، وأن هذه الثياب محرمة سواء كانت للبيت أو خارجه لإطلاق الأحاديث في ذلك، ودلت أيضا على الوعيد الشديد في ذلك، وأن الواجب على المرأة المسلمة تقوى الله سبحانه،وأن لا تعرض نفسها للفتنة بها وانتهاك عرضها وشرفها في الدنيا والعذاب في الآخرة.

                                                                بقلم / مريم الزهراء حافض

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى