من الوطن

المنتدى الوطني لحقوق الإنسان يدين التخريب وشغب الملاعب !

استنكر المنتدى الوطني لحقوق الإنسان بشدة ما باتت تعرفه الملاعب المغربية من شغب متصاعد، واعتبر المنتدى في بيان توصلتالجريدة بنسخة منه “بأننا نعيش تسيبا غريبا عن ثقافتنا، ونعاصر في استغراب كبير، كراهية بعيدة عن تربيتنا.. وتصرفات لا مسؤولة قبل وأثناء وبعد مباريات كرة القدم.. تصرفات تختزل الحقد والبغضاء، في بعد تام عن أخلاق الرياضة، بتنافسيتها الشريفة، وبنتائجها المحتملة، فوز أو تعادل أو خسارة، نجد أنفسنا اليوم في المنتدى الوطني لحقوق الإنسان ـ بحكم دورنا التوعوي ـ مطالبين أثر من أي وقت مدى، لشجب وبلهجة شديدة، كل مظاهر العنف والشعب، التي أضحت مشاهد مقززة، تؤثت ملاعبنا ومحيطها، والشوارع المؤدية إليها، بل والمدن التي تحتضن هذه الملاعب ومبارياتها..
إن الأحداث التي عرفتها نهاية كل من، نهائي كأس العرش بملعب أدرار بأكادير، الذي جمع بين فريقي الجيش الملكي، والمغرب التطواني، وكذا نهاية مباراة سريع واد زم والرجاء الرياضي البيضاوي، برسم الجولة 24 من الدوري الاحترافي المغربي 2021ـ2022، والتي شهد أطوارها ملعب الفوسفاط بخريبكة.. هذه الأحداث تدعونا للوقوف بكل مسؤولية وبكل موضوعية، وقفة تأمل عميقة، حول الأسباب والمسببات التي جعلت ملاعب كرة القدم ببلانا، تعرف هكذا انفلاتا أمنيا خطيرا، وغريبا في ذات الوقت عن مناخ الإنسان المغربي؛
والمنتدى الوطني لحقوق الإنسان، والذي لطالما نادى ـ تماشيا مع مبادئه، ومقتضيات قانونه الأساسي ـ بضرورة بناء الإنسان، في إطار الاحترام التام لهيبة الدولة ومؤسساتها، قبل الحديث عن أي حق من حقوق الإنسان، وعيا منه بأن الواجبات أسبق على الحقوق، يسجل ما يلي:
1/ ففي الوقت، الذي ينوه فيه المنتدى الوطني لحقوق الإنسان، بحَكَمة الوسط السيدة بشرى كربوبي، التي أدارت فيه بتميز كبير، بل ومنقطع النظير، وبكفاء عالية، مباراة نهاية كأس العرش، بالقدر الذي يستنكر فيه بكل قوة أحداث الشغب، التي شهدتها شوارع مدينة أكدير، التي توثقها عدسات كاميرا الهواتف، وذلك عقب انتهاء المباراة
2/ يشجب بلهجة صارمة، التصرفات الوحشية التي عرفتها مدينة خريبكة: إصابة 27 شرطيا بجروح وإصابات متفاوتة الخطورة، من بينهم شرطيان استلزمت وضعيتهما إحالتهما على المركب الجامعي ابن رشد والمركز الاستشفائي 20 غشت بمدينة الدار البيضاء؛ وحيازة أسلحة بيضاء، والسكر العلني البين، والرشق بالحجارة، والعنف في حق موظفين عموميين أثناء مزاولتهم لمهامهم وإلحاق خسائر مادية بممتلكات عامة وخاصة؛ تعييب وتكسير 23 مركبة تتنوع ما بين مركبات تابعة للشرطة وأخرى مملوكة للخواص كانت مستوقفة بالشارع العام؛ أعمال التخريب والنهب التي طالت الحيّ السكني “البيوت”، حيث تم تكسير عشرات السيارات الخاصة وواجهات المحلات والمنازل، إضافة إلى بوابات المؤسسات المتواجدة بين ملعب الفوسفاط والحي السكني “ياسمينة”، مما أثار الخوف والهلع والرعب في صفوف السكان بشكل عام؛ استعمال الأسلحة البيضاء لتمزيق واجهات المقاهي والمحلات التجارية، وتخريب عدد من إشارات المرور وإحراق عدد من الدراجات النارية؛ إقدام أحدهم على إضرام النار في محاصيل زراعية بضواحي مدينة خريبكة.. إلخ؛
3/ يدعو القضاء، بكل احترام وأدب، إلى التطبيق الصارم للقانون، في حق كل من تبث في حقه الوقوف وراء أحداث الشغب هته، رافعا القبعة عالية، لكل مكونات الأمن: أمن وطني، ودرك ملكي، وقوات مساعدة.. على تضحياتهم الجسام، من أجل المحافظة على الأمن والسلم والاستقرار؛
4/ يلتمس من المشرع المغربي، أن يبادر بسن قانون يحمي رجال الأمن على اختلاف تشكيلاتهم وفرقهم، وأن يمكنهم من استعمال السلاح الوظيفي، لتوقيف هذا المد المتنامي من “السيبة” بجميع أشكالها وألوانها؛

5/ يدعو الجهات المسؤولة عن كرة القدم، بما في ذلك الجامعة الملكية لكرة القدم والأندية، إلى مصاحبة الجماهير الرياضية، وكذا الاستجابة لمطالبها، في التغير والذي لطالما صدحت به حناجرها داخل الملاعب؛ وأخص هنا بالذكر “الشعب الرجاوي” ـ كما يحلو للجماهير الرجاوية تسمية نفسها بذلك ـ والذي أصبح يتحدث بملء فيه، عن تبديد أكثر من 17 مليار من ميزانية نادي الرجاء العالمي، في أسابيع معدودات.. وعن انتذابات مشبوهة.. وعن تسيير قزم لا يرقى لمستوى جمهور عظيم، وناد عملاق، رفع الراية الوطنية خفاقة قاريا ودوليا؛
6/ يبرئ الجمهور الرجاوي الحقيقي الذواق للفرجة، وللتيكي تاكا TIKI TAKA الرجاوية المشهورة، من أحداث الشغب؛
أ ليس هو نفس الجمهور الذي احتل الرتبة الأولى، في ترتيب أفضل جماهير العالم، الخاص بالأسبوع الماضي، والصادر يوم الخميس المنصرم عن مواقع “أولتراس وولرد”، المتخصص في تصنيف الجماهير؟؟
وبالتالي فإن أحداث الشغب، المرتبطة بمقابلة سريع واد زم و”الرجاء العالمي”، تبقى حالات شاذة، ولا تمث بصلة إلى “الشعب الرجاوي”؛
7/ يتشبث بكل ما جاء في رسالته عدد 118/ 2021، وتاريخ 24 نوفمبر 2021، التي وضعها لدى السيدة المحترمة رئيسة المجلس الأعلى للحسابات، طلب افتحاص مالية فريق الرجاء الرياضي البيضاوي لكرة القدم؛ ويعيد نشرها، في نهاية هذا البيان، عل قراءتها من قبل المكتب المسير الحالي للرجاء، تنير بصيرته، وتجعله يسلك الخيار الأمثل، من جهة، والمتجسد في تقديم استقالته، استجابة للسواد الأعظم من الجمهور الرجاوي، الذي عبر عن ذلك بشكل صريح منذ إقصاء الفريق الأخضر في ربع نهاية العصبة أمام الأهلي المصري.. وإطفاء لغضب الجماهير الرجاوية، التي قد تزيد بزيادة تعنت المكتب المسير من جهة أخرى؛
8/ يدعو المكتب القادم، إلى الاستجابة لطلبات الجمهور الرجاوي العريض، والمتمثلة بالأساس في: حذف ما يسمى بلجنة الحكماء، وتعديل النظام الداخلي، بتخفيض مبلغ الانخراط إلى 2000 درهم للفرد، بدل 20000 درهم؛ انتخاب رئيس رجاوي قح، غيور على النادي وتاريخه العريق، وأساطيره المجيدة، التي صعت الفرجة، وأفرحت الملايين داخل وخارج الوطن، وشرفت المملكة المغربية في المحافل الإفريقية والعالمية؛
9/ يؤكد المطالبة من الجهات المختصة، بافتحاص مالية فريق الرجاء الرياضي البيضاوي، وفق مضمون الرسالة أسفله، التي يعيد نشرها، راجيا قراءتها بكل تمعن وتبصر، من قبل المكتب المسير الحالي، عله يقتنع بالتعجيل بحزم حقائبه، حفاظا على بصمة ADN الرجاء العالمي، وتغليبا للمصلحة العامة، التي تقتضي منا جميعا على أن نعمل على أن ينعم هذا البلد بالأمن والأمان والاستقرار، في ظل مولانا المنصور بالله، دام له العز والنصر والتمكين؛

خريبكة في: الاثنين 16 ماي 2022
عن المكتب التنفيذي للمنتدى الوطني لحقوق الإنسان

من: المنتدى الوطني لحقوق الإنسان

عدد: 118/ 2021 الدار البيضاء في: 24 نوفمبر 2021
إلى
السيدة المحترمة: رئيسة المجلس الأعلى للحسابات ــ الرباط ــ

الموضـوع: طلب افتحاص مالية فريق الرجاء الرياضي البيضاوي لكرة القدم؛

سلام تام بوجود مولانا الإمام؛
وبعد، فعلاقة بالموضوع المشار إليه أعلاه، وفي إطار مقتضيات القانون رقم 31.13 المتعلق بالحق في الحصول على المعلومات؛ وتماشيا مع المواثيق والقوانين والبروتكولات الدولية، المتعلقة بحقوق الإنسان، لا سيما قرار الجمعية العامة 58/5 والمعنون بــــ :” الرياضة وسيلة لتطوير التعليم والصحة والتنمية والسلم”، والذي قررت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة، إعلان سنة 2005 سنةً دولية للرياضة والتربية البدنية، داعية فيه من خلال قرارها هذا كافة الحكومات، إضافة إلى منظومة الامم المتحدة، إلى ادراج الرياضة والتربية البدنية، في برامج التنمية, بما في ذلك البرامج التي تسهم في تحقيق اهداف الالفية للتنمية؛ ونظرا لما تعيشه الأندية الرياضية الوطنية، خاصة فرق كرة القدم، في ظل غياب أداء اللاعبين ضرائب في الموضوع، لفائدة خزينة الدولة، مقابل تسلمهم “منح التوقيع”، والتي تعد بملايين الدراهم؛ وحيث أن مبادئ من قبيل: الحكامة الجيدة والوضوح والشفافية، وربط المسؤولية بالمحاسبة، أضحت ــ أكثر من أي وقت مضى ــ مطلبا تلح على تحقيقه كل الفعاليات الرياضية، خاصة جماهير كرة القدم العريضة؛ وحيث أن فريق الرجاء الرياضي البيضاوي بكل مكوناته عامة ـ وبشعبه الرجاوي خاصة ، والمتواجد في كل بقاع العالم، مما أضفى على هذا النادي العريق صفة العالمية ـ لا يحيد عن القاعدة العامة التي تطبع جل الأندية الوطنية، والمتمثلة في توثر العلاقات بين المسيرين والجماهير..، والتي تصل إلى حد تبادل الاتهامات..؛ وحيث أن هذا الفريق العتيد والعريق، والذي لطالما قدم أساطير كروية، وأسماء عديدة ومتلألئة في عالم “الساحرة المستديرة”، من العار أن نقف متفرجين عليه، وهو يعيش هذه المشاحنات، والتطاحنات البارزة والخفية، والتجاذبات السلبية، والتي تصب في اتجاه الترويج لكون الحساب المالي المصادق عليه خلال الجمع العام الأخير، بتاريخ الأربعاء 27 أكتوبر 2021، والذي أفرز الأستاذ الفاضل أنيس محفوظ رئيسا، خلفا للمهندس المعماري رشيد الأندلسي.. أن هذا التقرير المالي تشوبه مجموعة من النواقص، طفحت على السطح مؤخرا، عقب ما روجت له مواقع التواصل الاجتماعي، من أن حافلة الفريق، وكذا سيارة إسعاف، خاصة لم يدفع فيها ولو درهم واحد، للشركة المصنعة خلافا لما تم تداوله خلال الجمع العام الأخير؛ ونظرا للمكانة المتميزة والعناية السامية، التي يحف بها صاحب الجلالة نصره الله وأيده، فريق “الرجاء العالمي”، والتي عكستها برقية التهنئة المولوية الكريمة، الموجهة بتاريخ 10 يوليوز من السنة الجارية، إلى الفريق الأخضر عقب فوزه بكأس محمد السادس الغالية، كأس الكونفدرالية الإفريقية (كاف 2021)، والتي ـ جاء فيما جاء فيها ـ :” .. كما نود أن نشيد بهذا الإنجاز القاري الكبير المشرف لكرة القدم المغربية، والذي جاء ليتوج الجهود الدورية التي بذلها أعضاء الفريق، وكذا بما أبان عنه اللاعبون من انضباط وروح تنافسية عالية، طيلة أطوار هذه البطولة الإفريقية.. وإذ نجدد لكم تهانئنا الحارة، لنرجو لكم موصول التوفيق والتألق مشمولين بسابغ عطفنا وسامي رضانا..” انتهى كلام مولانا المنصور بالله؛ وحيث أن هذا الفوز الكبير، إلى جانب بيع الفريق لعقديْ كل من “بين مالونغو”، و”سفيان رحيمي”، إضافة إلى الهبة الملكية الكريمة، كل ذلك قد أنعش خزينة الفريق بحوالي 17 مليار سنتيم، حسب ما تم تداوله بالمواقع الإلكترونية، والمنصات الرياضية، ومواقع التواصل الاجتماعي؛ وحيث أنه بصفتنا هيئة حقوقية مستقلة ومتميزة، تضع نصب عينيها بناء الإنسان، قبل الحديث عن أي ثقافة للإنسان، وأن هذا البناء لا يمكن أن يتحقق بأي حال من الأحوال، إلا في ظل احترام هيبة الدولة ومؤسساتها؛ يشرفنا في المنتدى الوطني لحقوق الإنسان، سعيا إلى الحقيقة، ولا شيء غير الحقيقة، أن نلتمس منكم، التفضل بإعطاء تعليماتكم إلى الجهة المختصة التابعة لكم، قصد القيام بافتحاص مالية فريق الرجاء الرياضي البيضاوي، خاصة وأن العديد يتحدث عن « Le noire » الذي يلف العديد من الصفقات والانتدابات؟
لتظل هذه الأسئلة في تناسل إلى ما لا نهاية: ما موقف السلطات العمومية، والجامعة، والوزارة الوصية، والمنتخبين وهيئات المجتمع المدني، من هذه الزوبعة المثارة حول هذا الفريق ، تسييرا وتشجيعا..؟ ولصالح من المساس بسمعة رياضية نقية وصافية، لفريق بيضاوي عريق وعتيد، يشكل ـ إلى جانب مجموعة من الفرق الوطنية المتميزة ـ قاطرة لكرة القدم المغربية؟
سيادة رئيسة المجلس الأعلى للحسابات المحترمة؛
إن صفة العالمية، التي التصقت بنادي الرجاء الرياضي البيضاوي، والتي جعلت شوارع وأحياء، بل وفرقا تحمل نفس الاسم ونفس الشعار، “شعار النسر الأخضر” بكل من البرازيل، إمبراطورية كرة القدم، وساحل العاج.. هذه العالمية والشهرة التي تجاوزت الحدود، لتعطي إشعاعا منقطع النظير ليس للفريق البيضاوي فحسب، وإنا لبلادنا العزيزة ككل؛ وإذ نرفع إلى جنابكم المحترم، طلبنا هذا بافتحاص مالية نادي الرجاء الرياضي، لا نطعن في أحد أو نشكك في نويا أحد، بقدر ما نطمح، إلى كشف الحقائق، حفاظا على سمعة فريق تتنفس الملايين عشقه بجنون؛
وفي انتظار ذلك، أرجو أن تتفضلوا سيادة الرئيسة المحترمة، بقبول أسمى عبارات الاحترام والتقدير.
البريد الإلكتروني: [email protected] / الهاتف : 94 94 91 01 06
عنوان المخابرة: الأستاذ محمد بونعيم محام بهيئة الجديدة، رئيس المنتدى الوطني لحقوق الإنسان بالنيابة : 34 شارع باستور ـ الجديدة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى